صراع الإصلاح مع الفساد : العزيمة لنا والقضاء لله
المصطفى سيدات
لقد تنامى الفساد بكل أنواعه منذ نشأة الدولة وتغلغل في كل مفاصلها مخربا مسيرتها التمنوية و مهددا وئامها الاجتماعي و أمنها واستقرارها .حتي أصبح المفسدون متنفذين في الإدارة و صاروا وجهاء سياسيين واجتماعيين وبرلمانيين ورجال أعمال وموظفين كبار، كما امتد نفوذهم إلى القضاء والصحافة ومنظمات المجتمع المدني. لقد بنوا لأنفسهم حاضنة سياسية وإدارية واجتماعية من الصعب تجاوزها وتفكيكها بسرعة إلا بإرادة قوية وحازمة وتشكيل جبهة وطنية واسعة وقوية للإصلاح لمجابتهم مع استنهاض المجتمع المدني وتعبئة الرأي العام الوطني .
لقد اعتززنا حقا ، واستبشرنا خيرا ، وحُق لنا ذلك، بتعهد فخامة رئيس الجمهورية في خطاباته المتكررة خلال الحملة و خاصة في خطابه الأخير بمناسبة تنصيبه الذي جدد فيه بكل صراحة ووضوح وتفصيل مدى التزامه بمكافحة الفساد في بداية مأموريته، وعزمه على إطلاق ورشات إصلاحية في المجلات الإدارية والاقتصادية والسياسية والقانونية والخدمية والتعليمية، وباهتمامه بالشباب والفئات الهشة وبتحسين المستوى المعيشي للسكان وبالتوزيع العادل للثروة الوطنية، وبتمسكه بالتهدئة والحوار و إشراك الجميع في تسيير الشأن العام.
فإذا كان توجهه في المأمورية الثانية قد اتضحت من حيث الرؤية والعزيمة فلا بد من الاهتمام بانتقاء العنصر البشري النخبوي المقتنع والقادر على حمل هذه الرؤية وتحقيق أهدافها وكذلك استحداث الأطر التنظيمية والإدارية والإجراءات العملية المصاحبة ووضع الخطط التنفيذية وهيئات الرقابة والتنسيق والمتابعة والتقييم. المهم هو أن نسير في الاتجاه الصحيح وأن تجتمع أغلبية واسعة من الشعب حول هذا المسار ونقوم جميعنا بوعي و بروح وطنية منفتحة بعمل مشترك لتحقيق أهداف المرحلة ومتطلباتها بجدارة .
والله ولي التوفيق